[١٦٩٥] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أنس- رضي الله عنه- (ويقول شيطان آخر):
آخر- بالمد- أي: يقول شيطان آخر لصاحبه: (كيف لك برجل) أي: بإضلال رجل، وإذلاله، وإنما يقول ذلك؛ لما ينتهي إليه من قول الملك:(هديت).
[١٦٩٦] ومنه: حديث أي مالك الأشعري- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (إذا ولج الرجل بيته، فليقل: اللهم، إني أسألك خير المولج .... الحديث):
يقال: ولج يلج ولوجا ولجة، قال سيبويه: إنما جاء مصدره: (ولوجاً)، وهو من مصادر غير المتعدى على معنى: ولجت فيه، والمولج: بكسر اللام، ومن الرواة من فتحها، ولم يصب؛ لأن ما كان فاء الفعل منه واواً أو ياء ثم سقطتها في المستقبل، نحو: يعد، ويزن ويهب، فإن الفعل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعاً، ولا يقال منصوباً كان بفعل منه أو مكسوراً بعد أن يكون الواو منه ذاهبة إلا أحرفا جاءت نوادر، فالمولج مكسور اللام على أي وجه قدر، ولعل المصدر- أيضاً- جاء على المفعل، أو أخذ به مأخذ القياس، أو روعي فيه طريق الازدواج في المخرج.
وإن أريد به الاسم: فإنه يريد خير الموضع الذي يلج فيه، وعلى هذا يراد- أيضاً- بالمخرج: موضع الخروج؛ يقال: خرج مخرجاً حسناً، وهذا مخرجه.
وأنا المخرج، بضم الميم فقد يكون مصدر قولك: أخرجه والمفعول به واسم المكان والوقت، وفي الحديث الميم منه مفتوحة ومعناه إذا أجرى اللفظان مجرى المصادر أتم وأبلغ؛ لأن الفعل هو الذي يتضمن