اللدغ: أكثر ما يستعمل في العقرب، والمراد منه هنا: لدغ ذوات السم من حية وعقرب وغير ذلك، ومت اللديغ مشابه في المعنى لأسباب الهلاك التي ذكرناها قبل.
[١٧١٨] ومنه: حديث معاذ- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع): الطبع- بالتحريك: العيب، والأصل فيه الدنس والوسخ يغشيان اليف، ثم يستعمل فيما يشبه الوسخ، والدنس من الآثام والأوزار وغير ذلك من العيوب، والمقابح، والمعنى: أعوذ بالله من طمع يوقني ويدنيني إلى ما يشينني ويزري بي من المقابح، في غير هذه الرواية:(يدني) مكان (يهدي).
[١٧١٩] ومنه: حديث عائشة- رضي الله عنها-: (أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيدي، فنظر إلى القمر، فقال: يا عائشة، استعيذي بالله من شر غاسق إذا وقب ... الحديث):
قلت: هذا الحديث أخرجه أبو عيسى في كتابه، ولفظ (كتاب المصابيح) يخالف لفظ الترمذي في بعض الكلمات، ولفظه:(أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى القمر، فقال: يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، هذا غاسق إذا وقب):
الغاسق: الليل إذا اعتكر ظلامه، ويدل عليه قوله سبحانه وتعالى:{إلى غسق الليل} ومنه: عسقت العين: إذا امتلأت دمعاً، وعسقت الجراحة إذا امتلأت دماً، ووقوبه: دخول ظلامه في كل شيء.