استلم الحجر: لمسه، إما بالقبلة أو باليد، ولا يهمز؛ لأنه مأخوذ من السلام بكسر السين، وهو الحجر. وقوله: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستلمه ويقبله، فإنه أراد به هاهنا اللمس باليد لذكره التقبيل بعد الاستلام.
[١٧٨٩] ومنه حديث أبي الطفيل وهو عامر بن واثلة- رضي الله عنه-: (رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت، ويستلم الركن بمحجن معه، ويقبل المحجن)
المحجن: خشبة في رأسه اعوجاج كالصولجان، قلت: لما كان من حق الملوك على من ينتابهم من الوفود أن يقبلوا أيمانهم، وكان الحجر للبيت بمثابة اليد اليمنى شرع التقبيل للوافدين إليه، والطائفين به، إقامة لشرط التعظيم فإن منع عنه مانع فالسنة فيه أن يشير إليه بيده، ثم يقبل يده، والمعنى أني رمت التقبيل فحجزني عنه حاجز، فها أنا أقبل اليد التي تشرفت بالإشارة إليك، مكان ما قد فاتني.
قلت: وقد وجد في تقبيل النبي - صلى الله عليه وسلم - المحجن من التعظيم ما لا يوجد في تقبيل اليد نفسها؛ لأنه أبلغ في بيان المقصد، وأقرب إلى التواضع، وأبعد من تهمة الترفع، وشبهة الاشتراك.
[١٧٩٠] ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها- (فلما كتا بسرف): سرف بفتح السين وكسر الراء: اسم