إلى ما كان عليه في الأول، لا يكاد يوجد من القائمين له إلا الأفراد الذين يتعيشون بين ذويهم وقراباتهم بعيش الغرباء؛ لاختلاف ما بين الفئتين من المقاصد، ويمكن أن يكون المماثلة بين الحالة الأولى والحالة الآخرة لقلة بمن كانوا يتدينون به في الأول وقلة بمن كانوا يعملون به في الآخر. قال:(فطوبى للغرباء) فأثنى على أولئك النفر بقوله هذا، وطوبى فعلى من الطيب، قلبوا الياء واو للضمة قبلها، ويقال: طوبى لك، وطوباك، بالإضافة.
[١١٩] ومنه حديث المقدام بن معد يكرب- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ... الحديث) أشار - صلى الله عليه وسلم - بقوله هذا إلى ما آتاه الله من الفهم في الكتاب والهمة من بيان الأحكام