وقوله سبحانه:{ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} ونسك: جمع نسيكة، وقيل: مصدر، والمصادر تقام مقام الأسماء المشتقة منها؛ فتطلق على الواحد والجمع، وأكثر ما نجده في الحديث بتخفيف السين.
قلت: وفي هذا الحديث يجوز أن يحمل على الواحد؛ لأنه كان ينحر الواحد بعد الواحد.
ويجوز أن يحمل على الجمع؛ لأنه نحو يومئذ بيده ثلاثاً وستين بدنة، وكأنه راعي بهذه العدة سني عمره - صلى الله عليه وسلم -.
والحلاق: هو معمر بن عبيد الله بن نافع بن نضلة القرشي العدوي.
وفيه:(ثم دعا أبا طلحة [٤٣/ب] الأنصاري ... الحديث)
قلت: غنما قسم الشعر في أصحابه؛ ليكون بركة باقية بين أظهرهم، وتذكرة لهم، وكأنه أشار بذلك إلى اقتراب الأجل، وانقضاء زمان الصحبة، وأرى أنه خص أبا طلحة بالقسمة التفاتاً إلى هذا المعنى؛ لأنه هو الذي حفر قبره، ولحد له، وبنى في اللبن.
ومن الفصل الذي يتلوه
(من الصحاح)
[١٨٥٨] حديث عبد الله بن عمرو-رضي الله عنه- (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل، فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أدبح فقال: أذبح ولا حرج .. الحديث)