الوشم: أن يغرز شيء من البدن بإبرة، ثم يحشى بالكحل أو بالنئور، وهو دخان الشحم يعالج به الوشم حتى يخضر، ويقال له: النيلج، وكانت نساء العرب تفعل ذلك بمعاصمهن وظهور كفهن، فالواشمة: ذات الوشم، يضاف الفعل إليها؛ لأنها صنعت ذلك بنفسها، أو أمرت غيرها. على هذا يفسرها أهل اللغة.
وأما في هذا الحديث فصيغة اللفظ تدل على أن الواشمة هي الصانعة بغيرها، والمستوشمة: التي سألت الواشمة أن تشمها.
وفي غير هذه الرواية (المؤتشمة) كان (المستوشمة)، وهي [٧٨] التي تفعل بها ذلك
[١٩٤٩]: ومنه: حديث عمر - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(قاتل الله اليهود، حرمت عليهم الشحو فجملوها فباعوها).
قيل: معني: (قاتل الله) أي: لعنهم، وقيل: عاداهم، وقيل: قتلهم، و (فاعل) وإن كان سبيله أن يكون بين أثنين - فربما يكون من واحد، كقولك: سافرت، وعلى هذه الوجوه فسر قول تعالى:{قاتلهم الله أنى يؤفكون}.