أي: أتي الربا، وتعاطاه، ومعني اللفظ: أخذ أكثر مما أعطي؛ من ربا الشيء يربو: إذا زاد، قال الله تعالى:(فأخذهم أخذ أكثر مما أعطى؛ من رباب الشيء يربو: إذا زاد، قال الله تعالى: (فأخذهم أخذة رابية)(١) أي: زائدة.
[١٩٧٩] ومنه: حديث الآخر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ولا تشفوا بعضها على بعض):
أي: لا تفضلوا الشف بالكسر: الفضل والربح
ومنه: الحديث: (نهي عن شف ما لم يضمن)، والحديث الآخر:(فمثله كمثل ما لا شف له) والشف - أيضا - النقصان، وكلمة (على) هي الفارقة في هذا الخديث بين الزيادة والنقصان.
[١٩٨١] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث - عمر - رضى الله عنه-: (الذهب بالورق، إلا هاء وهاء)
هاء: صوت يصوت به، فيفهم به معني: خذ، وكرر اللفظ؛ اعتبارا لحال المتقابضين للجنسين، أي: إلا ما يجري فيه هذا اللفظ، وهو مثل قوله:(يدا بيد)
وأصحاب الحديث يروون:(ها وها) بالقصر فيهما، وذكر الخطابي: أن الصواب فيهما المد ونصب الهمزة؛ فإن الهمزة بدل من الكاف المحذوفة من (هاك) ولا كلام أن (هاك) إذا حذف منه الكاف يبدل منها الهمزة، وتصرف تصريفه؛ كما يصرف (هاك) مع المخاطب في أحواله، وإنما الكلام [٨٥] في (ها) المقصورة هل تفيد على حدتها معني: خذ.
والذي يدل عليه قول أهل اللغة في تفسير هذه الكلمة: أنها تفيد، والكاف إنما تدخل عليها لبيان المخاطب في أحواله من التذكير والتأنيث، والجمع والتثنية.
وقد ذكر أبو الفضل الميداني فيها أربع لغات:
(ها) بالقصر، وفسرها فقال: أي: خذ، ثم قال: و (هاء) بفتح الهمزة لغة فيه.