عليه السرج ويجللونه بالجل حتى يعرق تحته فيذهب رهله ويشتد لحمه، وهذه المدة تسمى المضمار، والموضع الذي يضمر فيه الخيل أيضاً مضمار، والرواية على ما ذكرنا، والمشهور من كلام العرب التضمير، فلعله من بعض الرواة، أقام الإضمار موقع التضمير، [؛ إذ] كانوا يستعملون ذلك (والحفيا) بفتح الحاء وسكون الفاء وتمد ونقصر، ومن الناس من يضم الحاء وهو خطأ.
وفيه:(وأمدها ثنية الوداع) أضيفت الثنية إلى الوداع؛ لأنها موضع التوديع، وهو اسم قديم جاهلي.
[٢٨٢٥] ومنه حديث أنس- رضي الله عنه-: (كانت ناقة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسمى العضباء .. الحديث) قد ذكرنا فيما تقدم، وذلك في قصة حجة الوداع أنها لم تكن عضباء، وإنما لقبت بذلك، كما لقبت بالقصواء والجدعاء، وغير ذلك، وقررنا القول فيها على نصابه وفي ذلك كفاية [والله أعلم]
(ومن الحسان)
[٢٨٢٦] قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عقبة بن عامر- رضي الله عنه- (ومنبله): الضمير في منبله راجع إلى الرامي به، وهو الذي يناوله النبل، يقال: استنبلني فأنبلته أي: ناولته النبل، وفي حديث سعد- رضي الله عنه- (أنه كان يرمي بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذهب الناس، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينبله، كاما نفدت نبله أعطاه نبلاً)، وفي معناه (نبلته) بالتشديد، وفي الحديث (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كنت أنبل على عمومتي يوم الفجار)، أي: أجمع لهم النبل.