السحر صاحت الناعية من أعلى الحصن: أنعي إليكم أبا رافع تاجر الحجاز، فانفتلوا راجعين إلى المدينة، فرآهم رسول الله ... - صلى الله عليه وسلم - مقبلين وهو يخطب فقال:"أفلحت الوجوه" ثم أنه - صلى الله عليه وسلم - مسح ساق ابن عتيك المكسورة، فبرأت بإذن الله، وذلك في السنة الرابعة من الهجرة.
[٢٨٨٩] ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنه- (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع نخل بني النضير وحرق ... الحديث) قلت: وكان سبب ذلك أنهم نقضوا العهد وهموا بقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أتاهم يستعين بهم في دبة رجلين من بني عامر، فأخبره الله بما هموا به فقام من مجلسه، ولم يشعروا به حتى أتى مسجد المدينة، فبعت إليهم محمد بن مسلمة أن اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني، فإنكم هممتم بقتلي، ونقضتم عهدي.
فبعت إليهم الخبيث ابن أبي: لا تخرجوا فإنا معكم وبنو قريظة معكم. فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاصرهم خمسة عشر يوماً، فقذف الله في قلوبهم الرعب فصالحوا علي حقن دمائهم، وعلي ما تحمل إبلهم، فخرجوا إلى قرى خيبر، وإلى غيرها مما لم يفتح من البلاد، وذلك في السنة الرابعة من الهجرة. والبوبيرة المذكورة في شعر حسان: موضع من بلد بني النضير.
[٢٨٩١] ومنه قول ابن عمر - رضي الله عنه - في حديثة (غارين في نعمهم بالمريسيع) أي: شن عليهم الغارة وهو في غفلة وغرة عنه. والغار: الغافل، والذي يغر غيرة أيضاً. والمريسيع: أسم ماء لبني المصلطق بالمعصب، وهو من ناحية قديد، ورواه بعضهم بالغين المعجمة وهو تصحيف.
[٢٨٩١] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي السيد الساعدي- رضي الله عنه - (إذا أكثبوكم ...) أي: إذا قاربوكم (فارموهم والكثب: القرب، ورواه بعضهم (كثبوهم) بغير ألف أي: قربوا منكم، وقال الهروي: فلعلها لغتان. والراوي هو أبو أسيد بضم الهمزة وفتح السين، ومنهم من فتح الهمزة وكسر السين، والأول أصح وأشهر