[٢٨٩٣] حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - (ابغوني في ضعفائكم) أي: أطلبوني في حفظ حقوقهم وجبر قلوبهم تجودني هنالك.
[٢٨٩٤] ومنه حديث عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - (عبأنا النبي - صلى الله عليه وسلم -) يهمز ولا يهمز، يقال: عبأت الجيش وعبيتهم تعبئة وتعبية وتعبياً، أي: هيأتهم في مواضعهم وألبستهم السلاح.
وفيه:(فليكن شعاركم حم لا ينصرون) الشعار في الأصل (١١١/ب) العلامة ينصبوها ليعرف الرجل بها رفقته، ثم استعير في القول الذي يعرف به الرجل أهل دينه فلا يصيبه مكروه. قال الخطابي: بلغني عن ابن كيسان النحوي أنه سأل أبا العباس أحمد بن يحيى فقال: معناه الخبر، ولو كان بمعنى الدعاء لكان: لا ينصرون مجزوماً، كأنه قال: والله لا ينصرون. قال الخطابي: وقد روي عن ابن عباس أنه قال: حاميم اسم من اسماء الله، فكأنه حلف بأنهم لا ينصرون، وقال الخطابي: إنما تثبت أسماؤه - سبحانه- بالكتاب أو بالسنة الموجبة للعلم، وحاميم غير مشهور في أسماء الله، ثم إنا لم نجد اسما من أسمائه إلا وقد أفصح عن ثناء ومحمدة، وعن معنى من معاني صفاته، وحم حرفان من حروف المعجم لا معنى تحته فيما نعلم ونفهم، ولو كان أسم لعرب لأنه عار من علل البناء، ألا ترى أنه أعرب حيث جعل اسما للسورة، قال الشاعر:
يناشدني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التشاجر
منعت الصرف للعملية والتأنيث ولا تجمع قال ابن مسعود - رضي الله عنه-:"إذا وقعت في آل حاميم وقعت في روضات دمثات"