للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتبل عند الدق بسمن ولبن ليكون أشد لزوما. وإنما قال: (ليلدك) وهو سقي الإنسان الدواء في أحد شقي فيه؛ لأنه وجده على حالة من المرض لم يكن يسهل له تناوله الدواء إلا على تلك الهيئة، أو علم أن تناوله على تلك الهيئة أنجع. والحارث بن كلدة الثقفي مات في أول الإسلام، ولم يصح إسلامه. ويستدل بهذا الحديث على جواز مشاورة أهل الكفر في الطب إذا كانوا من أهله، وابنه الحارث بن الحارث بن كلدة يعد في المؤلفة قلوبهم.

[٣١٤٣] ومنه حديث سلمان- رضي الله عنه- (سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السمن والجبن والفراء) قلت: إنما سئل عنها توقيا عن الشبهات، فإن العرب يومئذ كانوا مسلمين وكفارا، فتداخلهم الشبهة لذلك، وقد غلط بعضهم في الفراء فرأى أنه جمع الفرا وهو الحمار الوحشي، وإنما هي جمع الفرو الذي يلبس. وإنما سألوا عنها حذرا من صنيع أهل الكفر في اتخاذهم الفراء من جلود الميتة من غير دباغ، ومما يبين صحة ما ذكرنا أن علماء الحديث أوردوا هذا الحديث في اللباس، ولو أورده مورد في باب الطعام لم يكن ذلك حجة على الاختلاف فيها؛ فإن الحديث مشتمل على السؤال مما هو طعام ومما هو لباس؛ فصح الاستدلال بهذا الحديث في كل واحد من الجنسين.

[٣١٤٤] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عمر- رضي الله عنه- (من برة سمراء ملبقة بسمن) السمراء:

<<  <  ج: ص:  >  >>