للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[١٨٧] من نسخ المصابيح: (ما لم يأت كبيرة) ولم نجد الرواية فيه. وهذا الحديث على هذه الوجه مما تفرد به مسلم، وفي كتابه (ما لم يؤت) على بناء الفاعل. ومنهم من يرويه على بناء المفعول، والمعنى: ما لم يعمل كبيرة أو لم يعمل كبيرة.

وضع الإتياء موضع العمل لأن العامل يعطى العمل من نفسه؛ قال الله تعالى: {ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها} أي: لأعطوها ذلك من أنفسهم ويحتمل في بناء المفعول أن يكون المعنى: ما لم يصب كبيرة، من قولهم: أتى فلان في بدنه، أي أصابته علة، وأتيت من قبل فلان، أي كان هو سبب ذلك، ويكون التقدير: ما لم يؤت من فعل كبيرة. والذي يستقيم من جهة المعنى، ويعتمد عليه من جهة الرواية: هو بناء الفاعل، وإن كانت الرواية وردت: ما لم يأت، فإنه وإن كان أصح معنى من قولهم أتى فلان حدا وأتى منكرا؛ فإن إثباته في كتاب المصابيح غير سديد؛ لأن الحديث من مفاريد مسلم، ولم يروه مسلم إلا من الإتياء.

وفيه: (وذلك الدهر كله) يحتمل أن تكون الظرفية متعلقة بتكفير الذنوب، ويحتمل أن يكون متعلقة باتقاء الذنوب.

ومنه- حديثه الذي يتلو هذا الحديث.

[١٨٨] (ثم استنثر)، الاستنثار: نثر ما في الأنف بالنفس، وهو أبلغ في سنن الوضوء من الاستنشاق؛ لأن الاستنثار إنما يوجد بعد الاستنشاق، وقال الهروى: استنثر إذا حرك النثرة في الطهارة، وهي طرف

<<  <  ج: ص:  >  >>