للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأنف. وقد ذكر الجوهري: أن النشرة هي الفرجة ما بين الشاربين حيال وترة الأنف. وذهب الهروى فيه إلى قولهم نثرت الشاة إذا ماحت من أنفها الأذى، وأكثر ما يستعمل ذلك في الدواب، وهي منها بمثابة العطسة من الإنسان. والوجة هو الأول، لأنه مع استقامته على اللغة العربية، مفهوم من الأحاديث التي وجدت في هذا الباب.

منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا استنشقت فانثر)، وقوله: (إذا توضأ أحدكم فليجعل الماء في أنفه ثم لينثر)، ومنها قول الصحابي: (كان يستنشق المثاكل مرة ويستنثر).

[١٩٠] ومنه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن أمتى يدعون يوم القيامة غرا محجلين ... الحديث)، غرا محجلين، أي: بيض الوجوه بيض مواضع من الأيدي والأقدام، إذا دعوا على رءوس الأشهاد أو إلى الجنة كانوا على هذه الشية، وانتصابها بالحال، ويحتمل أن يقال: غرا مفعول ثاني لقوله يدعون [٤١/أ] كما تقول يدعى فلان عليا، والمعنى أنه يسمون بهذا الاسم لما يرى عليهم من آثار الوضوء، والمعنى هو الأول، ويدل عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (يأتون يوم القيامة غرا محجلين)؛ في حديثه الآخر.

[١٩١] وفيه: (تبلغ الحلية من المؤمن)، قال أبو عبيد: الحلية هاهنا: التحجيل يوم القيامة من أثر الوضوء، قلت: وإنما عبر عن التحجيل بالحلية لأنه العلامة الفارقة بين هذه الأمة وبين سائر الأمم، ويبين هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - (لكم سيماء ليست لأحد غيركم) وقد اعترض بعض الحفاظ في ذلك على أبي عبيد وقال: لو حمله على ما في القرآن من قوله تعالى {يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا} لكان أولى. وهذا تأويل غير مستقيم لا قبلية منه في اللفظ، ولا أدرى ما الرابطة بين الحلية والحلى.

(ومن الحسان)

[١٩٢] حديث ابن عمر- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (استقيموا ولن تحصوا)، معناه: الزموا

<<  <  ج: ص:  >  >>