شقي فيه من الدواء. وقد سبق القول فيه. والسعوط: ما يصب منه في الأنف. والمسعط: الإناء يجعل فيه السعوط، وهو أحد ما جاء بالضم مما يعتمد عليه. (والمشي): المسهل من الدواء. يقال: شربت مشيا ومشوا يعني: دواء المشي.
وفيه:(وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث عرج به ما مر على ملأ) الحديث. لم يسند قوله هذه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. غير أنا نعلم أن الصحابي لا يقدم على مثل ذلك إلا بالتلقي من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو ممن سبع عنه.
ووجه مبالغة الملائكة في الحجامة سوى ما عرفوا فيها من المنفعة التي تعود إلى الأبدان هو أن الدم مركب القوى النفسانية الحائلة بين العبد وبين الرقي إلى ملكوت السموات، والوصول إلى الكشوف الروحانية، وبغلبته يزداد جماح النفس وصلابتها، فإذا نزف الدم يورثها ذلك خضوعا وخمودا ولينا ورقة، وبذلك تنقطع الأدخنة المنبعثة من النفس الأمارة، وتنحسم مادتها، فتزداد البصيرة نورًا إلى نورها.