للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت. ويقال: هو بيت صغير شبه المخدع [١٣٩/أ] وقال ابن الأعرابي: السهوة: الكوة بين الدارين، وهي الكندوج أيضا.

وفيه (فاتخذت منه نمرقتين) النمرق والنمرقة: وسادة صغيرة، وكسر النون والراء لغة. وإنما سموا الطنفسة التي فوق الرحل نمرقة.

[٣٣٦٢] ومنه حديث ابن عباس- رضي الله عنه- أنه قال: (من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل) حلم يحلم حلما: إذا رأى رؤيا. وتحلم: ادعى ذلك كذبا. والمعنى تحدثه كاذبا بما لم يره في منامه,

قال أبو عبيد الله الحليمي: ليس معنى قوله: كلف أن يعقد بين شعيرتين أن ذلك يكون عذابه وجزاءه، ولكن أراد أن ذلك يكون شعاره؛ ليعلم الناس أنه تزور الأحلام في الدنيا. وذلك أن العقد بين الشعيرتين ليس مما يكون ويتأتى في اليقظة، لكن النائم يخيل إليه ذلك فيجعل اشتغاله في اليقظة بما لا يليق إلا بالنوام مما لا إمكان له ولا حقيقة.

قلت: وحمله على العذاب أشبه وأولى؛ وذلك أن يعذب حتى يفعل ما كلف ولا يتأتى منه ذلك. يدل عليه بقية الحديث (ومن صور صورة كلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ).

قلت: وأري الوجه في تخصيص الشعيرتين بالذكر في هذا الموضع أن الرائي إذا رأى ذلك في منامه قضى له في تعبيرها بإدراك أمرين يعسر الجمع بينهما، ويشعر ما لم يكن ليشعر منهما، فالمتحلم لما جمع بين ما لم يكن من صيغة الرؤيا، وبين ما تقتضيه من التأويل على وجه لا يستقيم في البصيرة، كما أنه لا يتصور في البصر، كلف الجمع بين ما يضاهي فريته صورة معنى، وقلب عليه الأمر، فإن الرؤيا ترد في التأويل من الصورة إلى المعنى، وحلمه رد من المعنى إلى الصورة.

[٣٣٦٣] ومنه حديث بريدة الأسلمي- رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لعب بالنردشير) الحديث. النردشير: هو النرد الذي يلعب به، وهو من موضوعات شابور بن أردشير بن بابك. أبوه

<<  <  ج: ص:  >  >>