أي: انحروا البُدْن قائمة على أطرافها الأربع، ثم تُعقَل يدُها اليسرى فتسقط وتنحر.
(وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) وجبتْ أي: سقطت جوانبها، وخرّت بعد النحر على الأرض.
وفي الصحيحين: يَحكي زيادُ بن جبير أن عبد الله بن عمر ﵄ أتى على رجل قد أناخ بَدَنَته ينحرها، فقال:«ابعثها قيامًا مقيدة -أي: أوقفها مقيدة من قائمتها اليسرى- سنة محمد ﷺ». صحيح البخاري (١٧١٣)، ومسلم (١٣٢٠).
(صياصيهم) الصياصي: هي الحصون، وكل ما يُمتَنع به ويتحصن به.
ومفردها:(صيصة) وأصل اللفظ مأخوذ من قرون الحيوانات؛ تسمى:(صياصي) وشوكة الديك في رجله تسمى (صياصي)؛ لأنه يمتنع بها، ويدافع بها عن نفسه.
وذكر لفظ (الصياصي) في الحديث الشريف الذي يتحدث عن يوم المحشر، وكَبْكَبَة كل قوم ومعبوداتهم في نار جهنم: ثم ( … يبقى محمد وَأُمَّتُهُ، فَيَتَمَثَّلُ الرَّبُّ ﷿ لَهُمْ فَيَأْتِيهِمْ فَيَقُولُ: مَا لَكُمْ لا تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلامَةٌ فَإِذَا رَأَيْنَاهُ عَرَفْنَاهُ، فَيَقُولُ: مَا هِيَ؟ فَيَقُولُونَ: يَكْشِفُ عَنْ سَاقٍ. فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَخِرُّونَ، وَيَبْقَى قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِيِّ الْبَقَرِ يريدون السجود فلا يستطيعون). إسناده حسن، انظر الحديث بتمامه في: مختصر العلو للذهبي، بتحقيق: الألباني (ص ١١٠).
والمعنى: تبقى ظهورهم صلبة عصية على السجود كقرون البقر؛ لأنهم ما سجدوا لربهم ﵎ في الدنيا.