للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومكرهم: هو القصة المعروفة حينما أرادوا قتل رسول الله ، وتآمروا عليه في دار النَّدْوة، فأطْلَع اللهُ نبيَّه على ذلك؛ فخرج إلى غار بجبل ثَوْر، وجعل عليًّا في فراشه، وذلك في قصة الهجرة إلى المدينة.

[يجمحون]

قال تعالى: ﴿لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ [التوبة: ٥٧].

(يَجْمَحُونَ) الجموح: هو السرعة التي لا يَرُدّها شيءٌ.

والآية الكريمة تبيّن حال المنافقين وصفاتهم، وهي: الجُبن، والكذب؛ فهم يعيشون بينكم بهذه الصفات من شدة خوفهم من المؤمنين أن تظهر حالهم ويفتضح كفرهم فيُقتَلوا، ولو استطاعوا لفارقوكم وهربوا منكم إلى أي ملجأ أو مغارة.

(أو مُدَّخَلًا) أي: مكانًا أو حتى شقًّا أو نفقًا في الأرض لو استطاعوا أن يدخلوه ويتخفوا فيه لفعلوا، وهم مسرعون مندفعون من شدة الخوف؛ فليس لديهم شجاعة أن يبينوا حالهم لكم.

يُحْفِكم

قال تعالى: ﴿وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ٣٦ إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ﴾ [محمد: ٣٦ - ٣٧].

(فَيُحْفِكُمْ) الإحفاء: هو الإلمام والاستقصاء. و (يحفكم) أي: يطلب منكم كلّ أموالكم؛ فتشعرون بالحرج وثِقَل المسألة.

ومعنى الآية: أن الله لا يلزمكم الخروج من أموالكم كلها، بل شرع لكم إنفاق بعضها؛ فإنه إن طلب منكم إنفاقها كلها لبخلتم ولخرجت أضغانكم في كراهية أوامر الله؛ لأنه يعلم طبيعة البشر في حب المال.

* ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٧].

(حَفِيٌّ) أي: عالم بها، ملمٌّ بكل أمورها.

<<  <   >  >>