(يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ) أي: يميلون إليه؛ وهو الميل إلى الاتهام بأن النبي ﷺ كان يتعلم التوراة.
وفي هذه الآية رد على الطاعنين من كفار قريش في رسالة النبي ﷺ بأنه كان يتلقى تعاليم التوراة بالجلوس مع أحد الروم، فرد الله تعالى شبهتهم وتكذيبهم: أن كيف يتلقى تعاليم التوراة من شخص رومي لسانه أعجمي غير لسان النبي ﷺ فكيف يفهمه وكيف ينقل عنه، والقرآن الذي بين أيديكم عربي بليغ فصيح معجز؟!
(بِإِلْحَادٍ) أي: مَنْ أراد هذا الحرم بميل عن الحق.
واللفظ مطلق يشمل: الميل بالشرك أو المعصية فيه، أو الصد عن سبيل الله، أو منع المسلمين أو إخراجهم. وكل من أراده بأذى أو فساد وظلم، فإن الله توعده بأن يذيقه العذاب الأليم، وقد أذاق الله قبلهم أصحابَ الفيل؛ للعظة والعبرة.
فائدة:
في قوله تعالى:(ومن يُرِد) وهو ذِكْرُ العقوبة على الإرادة والقصد قبل الفعل؛ تعظيمًا لبيت الله الحرام خاصة، فمجرد إرادة الظلم والإلحاد بأي شكل فيه فهذا موجب للعذاب.