ولا تعارض مِنْ جمع المعنيين؛ فقد خلق الله الإنسان في شدة وقوة وحُسن قامة، وخلقه في شدة يكابدها على مدى حياته في الأرض، أيّد ذلك ابن عثيمين والسعدي وغيرهم.
[الكبر]
قال تعالى: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ٣٥ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٣٥ - ٣٦].
(الْكُبَرِ) الكبر: جمع كُبرى؛ أي: إحدى العظائم الكبرى.
والمعنى راجع إلى قوله تعالى: ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ٢٦ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ﴾ [المدثر: ٢٦ - ٢٧] فالنار التي يكذبون بها إحدى العظائم، وداهية تفوق الدواهي في العظم؛ وهو إنذار من الله تعالى لتتخذوا الأسباب الواقية من عذابها. ا.
فائدة:
- كُبَر: جمع كُبرى.
- صُغَر: جمع صُغرى.
- طُوَل: جمع طولى.
[الكتاب (١)]
وردت مفردة (الكتاب) بمعانٍ شتى بحسب السياق:
- فجاءت بمعنى: الكتب المنزلة؛ ومرة تكون بمعنى: التوراة، أو الكتب السابقة، أو القرآن، أو بمعنى: اللوح المحفوظ، أو ديوان الأعمال بيد الحفظة، أو حكم الله وقضائه، أو الكتابة أو المكاتبة:
قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيّا﴾ [مريم: ١٦].
(الْكِتَابِ) أي: اذكر لقومك في هذا القرآن الكريم قصة مريم.
* ومثلها قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا﴾ [مريم: ٤١].
* ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيّا﴾ [مريم: ٥١].
* ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيّا﴾ [مريم: ٥٤].
* ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيّا﴾ [مريم: ٥٦].
- ويأتي الكتاب بمعنى (التوراة) في قوله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرا﴾ [الإسراء: ٤].