* ﴿سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينا﴾ [النساء: ٩١].
(كُلمَا رُدُّوا إِلَى الفِتنَةِ أُركِسُوا فِيهَا) أي: كلما عَرض لهم بلاءٌ أو فتنةٌ انقلبوا وانتكسوا إلى الكفر.
[الأسباط]
قال الله تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: ١٣٦].
(وَالْأَسْبَاطِ) تكرر لفظ الأسباط في كتاب الله، فمن هم الأسباط؟
أصل معنى (السِّبط) في اللغة: هو الشجر الممتد أرضًا، والشجر الممتد ارتفاعًا فهو كثير الأغصان.
وتُستعمل في كلام العرب في الأشخاص؛ فيقال: (أسبط الرجل) إذا تمدّد على الأرض ساقطًا.
وتُستعمل في الذرية؛ فيكون الرجل كالشجرة وذريته أغصانها.
ف (السِّبط) من حيث معنى الذرية له معنيان:
١ - الحفيد المباشر ولد الابن والابنة؛ فسِبْطَيْ رسول الله ﷺ: الحسن والحسين.
٢ - القبيلة من امتداد الرجل وذريته.
وقد اختلف المفسرون في المراد ب (الأسباط) فقد وردت في خمس آيات، أربع منها اقترنت مع ذكر يعقوب ﵇ قبلها، والراجح أنهم قبائل بني إسرائيل من ذريته، وقُطِّعوا أسباطًا في عهد موسى ﵇.
ومما يؤكد المعنى قوله تعالى: ﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [الأعراف: ١٦٠].
(أسباطًا أممًا): هم قوم موسى من بني إسرائيل؛ أي: ذرية يعقوب، وإنما قُطِّعوا أسباطًا في عهد موسى ﵇، ثم تكاثروا على مر السنين؛ فالأسباط في ولد إسحاق بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل ﵉.
- هل الأسباط أنبياء كما ذكر بعض المفسرين؛ استدلالًا بقوله تعالى: ﴿وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ﴾ [البقرة: ١٣٦]؟