أي: على كفرهم بعيسى، وكفرهم بمحمد عليهما الصلاة والسلام.
* ﴿وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: ٢١٣].
(بَغْيًا بَيْنَهُمْ) أي: حسدًا.
والمعنى: لم يكن اختلاف أهل الكتب السابقة في أوْلَى الكتب بالاتباع اختلافًا عن جهل؛ فقد ظهرت لهم الحُجج، ولكن اختلافهم عن حسد وطلب للدنيا، فهدى الله هذه الأمة للحق وللإسلام.
* ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٩].
* ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى: ١٤].
* ﴿وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [الجاثية: ١٧].
* وفي قوله تعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا﴾ [يونس: ٩٠].
(بَغْيًا وَعَدْوًا) أي: ظلمًا وطغيانًا ورغبة في العُلُوّ.
بقيّة
قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: ١١٦].
(أُولُو بَقِيَّةٍ) أي: بقايا من أهل الخير يدعون إلى الهدى.
و (بَقِيَّةُ النّاسِ): سادَتُهم وأهْلُ الفَضْلِ مِنهم، ويقال: (في الرِّجالِ بَقايا) أي: منهم رجال لا تزال فيهم خصال الخير.
* ﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾ [هود: ٨٦].
(بَقِيَّتُ اللَّه) وتشمل البقاء الدنيوي والأخروي:
١ - أي: مَا أَبْقَى اللَّهُ لَكُمْ مِنَ الْحَلَالِ بَعْدَ إِيفَاءِ الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ خَيْرٌ مما حرمه عليكم.
٢ - وثَوابُهُ الباقِي على ما أحله لكم خير مما تأثمون عليه.
انظر تفسير العثيمين للآية.