للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعنى: أم لهم نصيب أو شراكة مع الله في خلق السماوات والأرض؟! فيكون لكم بذلك حجة في

عبادتكم لهم!

* ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا﴾ [فاطر: ٤٠].

(شِرْك) نصيب وحصة مع الله، تعالى سبحانه.

[شروه]

قال تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ [يوسف: ٢٠].

(وَشَرَوْهُ) فعل (شرى) من الأضداد؛ فهو بمعنى باع، وبمعنى اشترى.

- وهذه المفردة يجوز فيها المعنيان:

١ - أي: باع إخوة يوسف أخاهم للسيّارة من المسافرين بثمن بخس قليل.

٢ - أي: اشتراه السيارةُ بثمن بخس قليل.

(وكانوا فيه من الزاهدين) الضمير في (كانوا) يحتمل عوده على إخوة يوسف أو على السيارة.

فعلى القول الأول: إخوة يوسف كانوا زاهدين فيه؛ لأنهم لا يعلمون نبوَّته، ولم يكن لهم نية في بيعه.

وعلى القول الثاني: السيارة زهدوا فيه بعد أن علموا أنه عبد آبق.

قال السعدي في تفسير الآية: «أن السيّارة لما وجدوه عزموا أن يُسِرُّوا أمره ويجعلوه من جملة بضائعهم التي معهم، حتى جاءهم إخوته فزعموا أنه عبد أبق منهم فاشتروه منهم بذلك الثمن، واستوثقوا منهم فيه لئلا يهرب، والله أعلم».

- وبمعنى (البيع) وحده قوله تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيما﴾ [النساء: ٧٤].

(يَشْرُونَ) أي: يبيعون الحياة الدنيا، والثمن كسب الآخرة.

* ومثلها قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [البقرة: ٢٠٧].

(يشري) أي: يبيع نفسه، والثمن كسب مرضاة الله.

<<  <   >  >>