[حرف الجيم]
[جابوا]
قال تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ [الفجر: ٩].
(جَابُوا) الجَوْب: هو قطع الشيء؛ تقول العرب: (جِبت القميص) أي: جعلت له فتحة، و (جِبت النعل) أي: قطعته، و (جاب الصحراء) أي: قطعها سيرًا.
والمعنى: قطعوا الصخر ونحتوه وخرقوه، وليس جابوه بمعنى أحضروه.
* ﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ [القصص: ٣٢].
* ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ [النمل: ١٢].
(جَيبِكَ) الجَيْب: هو الشق، أو الفتحة أعلى القميص.
* ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: ٣١].
(جُيُوبِهِنَّ) الجيب: فتحة الصدر.
أُمرن بأن يجعلن الخمار يتسع بحيث يغطي فتحة الصدر؛ حتى لا تبدو الصدور والأعناق والقلائد؛ لأن نساء الجاهلية كنّ يلقين خُمُرهن -زينة وليس سترًا- على رؤوسهن فلا يشدّونها، ثم يلقينها إلى الخلف على ظهورهن، فتبدو صدورهن وأعناقهن.
جارٌ
قال تعالى: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: ٤٨].
(جَارٌ لكُمْ) أصل الكلمة من الجوار؛ لأن فيه معنى القُرب.
و الجيران في الحقيقة كان يدافع بعضهم عن بعض، وليس كما هو الآن لا يدري الجار مَنْ جاوَرَه إلا من رحم الله!
والمعنى: أنا مجيركم وسوف أحميكم وأدافع عنكم.
قيل: إن ذلك كان يوم بدر؛ جاء الشيطانُ المشركين في صورة سُرَاقَة بن مالك -وهو من أشراف بني كنانة- ووعدهم بأنه سيجيرهم من قومه؛ فلن يتعرضوا لهم، وسيكونون معكم بالنصر والمؤازرة، فلما التحم الجيشان ورأى الشيطان جيوش الملائكة خاف وتراجع وتقهقر.
وفي الآية الشريفة كذلك تحذير من حيل الشيطان وألاعيبه ببني آدم؛ يعدهم ويمنيهم ثم يأتي خائفًا متقهقرًا يوم القيامة قائلًا: إني أخاف الله!