للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(مُصَدِّقًا بِكَلِمَة منَ اللَّهِ) هو عيسى، سمي كلمة الله: لأنه خلق بها، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٥٩].

* ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾ [النساء: ١٧١].

(وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلَى مَريَمَ) قَوْلُهُ: «كُنْ» فَكَانَ بَشَرًا مِنْ غَيْرِ أَب.

انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (١١/ ٣٢٢).

[كنتم]

قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٠].

ما معنى (كنتم)؟ وهل زالت الخيرية عنكم؟

الجواب: أن ل (كان) في القرآن الكريم معان مختلفة:

١ - معنًى يفيد الماضي المنقطع؛ مثل قوله تعالى: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ [النمل: ٤٨]، أي: كانوا فيما مضى من الزمن.

٢ - بمعنى الاستقبال؛ كقوله تعالى: ﴿وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرا﴾ [الإنسان: ٧] أي: سيكون … فهي تدل على أمر سيحدث في المستقبل.

٣ - بمعنى صار؛ كقوله تعالى: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: ٣٤].

٤ - وتأتي للدلالة على الوصف مجردة من الزمن؛ وهي كل ما يتصل بصفات الله تعالى؛ كقوله: ﴿وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرا﴾ [الفرقان: ٥٤]، ﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: ٩٦]، أي: أن الله متصف بكذا، وتحتمل كذلك معنى لم يزل على الدوام.

٥ - تدل على الحال، أو بمعنى: أنتم، أو ما زلتم؛ كقوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠] (كنتم) هنا تعني: لا زلتم خير أمة.

وكذلك تأتي بمعنى: أنكم في علم الله خير أمة.

وقيل: أي: منذ آمنتم بالله؛ فالخيرية ملازمة لكم طالما أنكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.

* وكذلك: ﴿وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولا﴾ [الإسراء: ١١] أي: إنه ما يزال هكذا؛ فقد خلقه الله على هذه الصفة.

<<  <   >  >>