للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك قوله تعالى: ﴿قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّا﴾ [مريم: ٤٧].

(حَفِيًّا): لها معنيان:

١ - حفيّ: من الحفاوة والإكرام به.

٢ - حفيّ: من العلم والإحاطة؛ أي: كان عالمًا بكل أمري.

[يحور]

قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ١٠ فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُورًا ١١ وَيَصْلَى سَعِيرًا ١٢ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ١٣ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الانشقاق: ١١ - ١٤].

(إنه ظن أن لن يحور) يحور من: الدورة والعودة والرجوع؛ تقول العرب: (لا تسخرن من شيء فيحور بك) أي: يرجع إليك.

والمعنى: إن هذا المكذِّب حَسِبَ أنّه لن يعود إلى الله في الآخرة، وأنه لن يبعث ويجازى؛ فالتهى بدنياه عن آخرته، ولم يكن يبالي بالمآثم والمعاصي؛ فسوف يفاجأ بسوء العاقبة وينادي بالويل ندمًا وحسرة!

فائدة:

جاء في الحديث الشريف: (الاستعاذة من الحَوْرِ بعد الكَوْر) أي: من تغيّر الحال للأسوأ، والرجوع بعد الإقدام.

تقول العرب: (كار الرجل) إذا أسرع. و (كار الرجلُ عمامته) أي: كوّرَها وشدها.

فهي في مجملها تعني: الاستعاذة من الرجوع عن الطريق السّوِيّ بعد المسارعة فيه، وعن النقصان والتخاذل بعد اشتداد الهمة والزيادة.

[يخصفان]

قال تعالى: ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه: ١٢١].

(وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ) أي: جعلا يخصفان، والخصف: هو الضم والجمع، وإلصاق الشيء بعضه ببعض.

والمعنى: بعد أن أكلا من الشجرة بدتْ عوراتهما، فجعلا يلصقان أوراق الشجر عليهما بعضه ببعض.

ومنها ما جاء في الحديث الشريف: «كان رسول الله يخصف نعله» صححه الألباني في هداية الرواة (٥٧٥٩).

أي: يخيط بعضه إلى بعض، أو يلصق عليه رقعة لإصلاحه.

<<  <   >  >>