للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما عجزوا عن وصفه قالوا: أساطير الأوّلين؛ أي: مأخوذ من صُحف الأوّلين وأوهامهم.

ولم يكتفوا بالتكذيب والاتهام، بل وقفوا ضده ينهون الناس عن الاستماع له واتباعه ويبتعدون عنه؛ فجمعوا بين الضلال والإضلال.

وهم بهذا الفعل المَشِين لا يعلمون أنهم يجرّون أنفسهم إلى الهلاك من حيث لا يشعرون، فابتعادهم عنه في الدنيا يبعدهم عنه كذلك في الآخرة.

ولا يزال أهل الشرك في كل عصر وزمان على الصّد عن الدِّين وإبعاد الناس عنه ، ولا يعلمون أنهم بتصرفهم ذاك سيبتعدون عنه يوم القيامة بعد أن تكون رغبتهم شديدة في القرب منه ونيل شفاعته.

[(الأنعام: ٣٤)]

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأنعام: ٣٤].

(وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نبَإِي المُرسَلِينَ) لها معنيان كلاهما يحتمله النص المبارك:

١ - جاءك من أخبارهم وقَصَصهم.

٢ - جاءك من النبأ الذي يأتيهم، وهو الوحي والرسالة.

انظر: تفسير ابن عثيمين للآية.

[(الأنعام: ١٣٧)]

قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ [الأنعام: ١٣٧].

(قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ):

من هم الشركاء؟ هل هم الأولاد، أم من؟!

(الشركاء) هم: شياطينهم ورؤساؤهم؛ يزينون لهم قتل أبنائهم ووأدهم خشية الافتقار.

(ليردوهم): ليهلكوهم، والمعنى: كذلك زين الشيطان لهم قتل أولادهم ليهلكوهم ويتخلصوا منهم ظلما، كما زين لهم من قبل قسمة أموالهم بين الله وبين شركائهم؛ كل ذلك ليلبسوا عليهم دينهم الذي أمرهم به ربهم؛ فيُدخِلوا عليهم الشك والباطل من الأفعال.

<<  <   >  >>