تكررت هذه اللفظة في كتاب الله، وهي من الحياة؛ أي: يُبقونهن أحياء؛ سواء للخدمة الشاقة، أو انتهاك الأعراض؛ لأن الله تعالى بَيّن أن إبقاءهن وقتل الذكور، كلا الأمرين بلاء عظيم.
والمعنى: لن يأنف ويمتنع عيسى الذي تزعمون أنه إله أن يكون عبدًا لله، ولا الملائكة المقربون الذين هم أفضل وأشرف منكم أيها المستنكفون؛ فهم عابدون خاضعون لله، (ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعًا).
فائدة:
الفرق بين (يستنكف) و (يستكبر):
قيل: الاستنكاف أشد من الاستكبار؛ فهو التكبر مع الأنفة والعزة والتطاول، فيرى -مثلًا- أنه من كبار القوم، فكيف يكون عبدًا!! فيأنف ويمتنع.
وكاستكبار إبليس عن السجود لآدم؛ فهو استكبار أنفة حين رأى أنه خُلق من نار، فكيف يسجد لمن خُلق من طين؟!
أما الاستكبار: فهو مجرد العلو والتكبر عن قبول الحق عنادًا وتمردًا، والمعنى: من يمتنع عن الإقرار بالعبودية لله ويستكبر عن الإذعان لطاعته، فسيجمعهم يوم القيامة للحساب العسير.