[حرف الضاء]
[ضحكت]
قال تعالى: ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ [هود: ٧١].
(فَضَحِكَت) الراجح: أنه الضحك المعروف، أما ما ورد في كثير من التفاسير: من أن ضحكت بمعنى: (حاضت)، فتفسير استبعده كثيرٌ من أهل العلم؛ فهي ضحكت تعجبًا وسرورًا بالبشارة بالولد.
* ويؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾ [الذاريات: ٢٩] أي: صاحت تعجبًا وفرحًا بالبشرى، ولطمت وجهها من شدة الدهشة. وانظر المفردة في حرف الصاد (صرة).
[ضريع]
قال تعالى: ﴿لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ [الغاشية: ٦].
(ضَرِيعٍ) قيل: هي شجرة شوك تنبت في جهنم والعياذ بالله، سماها الله باسم شجرة تنبت عند العرب في الحجاز، ذات أشواك يابسة لا ترعاها حتى الإبل من قسوتها، فهي ليست بطعام للبهائم فضلًا عن الإنس؛ لأنها لا تؤكل.
وسميت ضريعًا: لأن آكلها يضرع من يبسها ومرارتها ونتن ريحها، وتقف في حلقه من صعوبة الأكل؛ فيزداد ألمًا وعذابًا.
* وفي قوله تعالى: ﴿وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾ [الحاقة: ٣٦].
(غِسْلِينٍ) قيل: مشتق من غُسالة أبدانهم؛ فهو عُصَارة أهل النار وما يخرج منهم من صديد.
فائدة:
قد يسأل سائل عن النفي في الآيات، فكيف نوفّق بين قوله: لا طعام لهم إلا من ضريع، وبين: لا طعام لهم إلا من غِسْلين؟ ثم يظهر في آيات أخرى أن مِنْ طعامهم الزقوم وغيره ..
والجواب من وجهين:
١ - أن النار دركات؛ فربما يكون الغسلين طعام في بعضها، والضريع في البعض الآخر.
٢ - ويحتمل أن يكون المراد: ليس لهم إلا هذه النوعية من الطعام؛ كالضريع والغسلين، والله أعلم.
ضِغثًا
قال تعالى: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: ٤٤].
(ضِغْثًا) الضغث: هو مجموعة، أو قبضة أو حزمة تملأ الكف من حشائش أو عيدان زرع مختلطة.