للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[(الإسراء: ١١١)]

قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرَا﴾ [الإسراء: ١١١].

(وَلِيٌّ منَ الذُّلِّ) الوليّ: الحليف والناصر.

والمعنى: ليس لله تعالى وليّ يتولاه لذله وحاجته إلى ولي ينصره -تعالى الله- أو حليف يتعزّز به، بل لله العزة جميعًا، خلاف الملوك والرؤساء وغيرهم؛ فكلهم بحاجة إلى من يعينه وينصره ويدبر أمور رعيته والدفاع عنه ضد الأعداء.

وكانت العرب يحالف بعضها بعضًا يلتمسون بذلك العزة والمنعة، كما هو حال الرؤساء والحكام اليوم.

فكل ما في الوجود، الله خالقه وربه ومليكه وهو الغني عنه، وكل ما سواه فقير إليه.

[سورة الكهف]

[(الكهف: ٢٢)]

قال تعالى: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدا﴾ [الكهف: ٢٢].

(إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا) ما هو المراء الظاهر؟

الظاهر لها معنيان كلاهما صحيح:

١ - الظاهر؛ أي: غير المتعمق.

٢ - الظاهر؛ أي: الواضح الذي أظْهَرْناه لَكَ.

والمعنى -بعد جمع المعنيين-: إذا أرادَ بَعْضُ الخائضين منهم المُماراةَ في عِدَّةِ أهْلِ الكَهْفِ، فَلا تُمارِهِمْ إلا جدالًا غير متعمق، مقتصرًا على ما جاءك من الوحي والعلم الواضح فيه، وأَرْجِع العلمَ إلى الله (قُلْ رَبِّي أعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ) إذْ هو اشْتِغالٌ بِما لَيْسَ فِيهِ جَدْوى.

(وَلَا تَستَفتِ فِيهِمْ مِّنهُم أَحَدًا) أي: لا تَسْألْ أحَدًا مِنهم عَنْ نَبَئِهِمْ؛ فإنه لا عِلْمَ لَهم بِذَلِكَ إلّا تخمينًا

ورَجْمًا بِالغَيْبِ.

<<  <   >  >>