للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا) الملائكة يرسلها الله ﷿، ووصفها بالمبادرة لأمره، وسرعة تنفيذ أوامره

كالريح العاصف.

(وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا) الملائكة تنشر ما أمِرت بنشره.

(فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا) الملائكة تأتي بما يُفَرِّقُ بين الحق والباطل.

(فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا) الملائكة تلقِي أشرف الأوامر إلى الرسل؛ وهو الذِّكْر الذي يرحم اللهُ به عبادَه، ويذكّرهم فيه بمنافعهم ومصالحهم، والله أعلم بمراده!

مِرفقًا

قال تعالى: ﴿وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقا﴾ [الكهف: ١٦].

(مِرْفَقا) أصل الكلمة من (المِرفَق) ومن (الرِّفق):

ف (المِرفق): في اليد، وهو الذي يُتّكأ عليه، ويحصل به الرفق. و (المرافق): هي الأشياء التي يُنتفع بها؛ من بناء أو غذاء أو كساء، وكما نقول: (مَرافق الدار) أي: منافعها.

والمعنى: يجعل لكم من أَمركم الصعب الذي وقعتم فيه ما تنتفعون به، وما فيه الرفق بكم مخرجًا ونجاةً ورزقًا.

* ﴿وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف: ٢٩].

(مُرتَفَقًا) والمُرْتَفَقُ: هو المجلس والمَكانُ الذي يَتكئ فيه الإنسان ويَنتفع به.

وقيل: من المرافقة كذلك والاجتماع؛ أي: ساءت مجتمعًا.

* ﴿يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقا﴾ [الكهف: ٣١].

(مُرْتَفَقا) كالسابقة؛ أي: حَسُنت مجلسًا ومنزلًا، وحَسُنت مجتمعًا.

* ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: ٦].

(المَرَافِقِ) جمع (مِرْفَق) وهو: مرفق اليد المعروف. ويقال: سُمِّي مرفق اليد مرفقًا: لأن الإنسان يحصل له به الرفق؛ فيتكئ عليه وينتفع به.

<<  <   >  >>