وقد ورد مسخهم خنازير في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ﴾ [المائدة: ٦٠].
ولكن تعيين سبب المسخ غير معلوم؛ فقد يكون لكفرهم بعد نزول المائدة، أو لسبب آخر.
[لمسنا]
قال تعالى: ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبا﴾ [الجن: ٨].
(لَمَسنَا) أي: أتيناها وطلبنا خبرها، كما جرت بذلك عادتنا قبل بعثة النبي ﷺ، فوجدناها محروسة حراسة شديدة.
فاللمس هنا بمعنى: معالجة الأمر وفحصه، وليس اللمس على الحقيقة.
أما معنى اللمس على الحقيقة: فقد قال تعالى: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ [الأنعام: ٧].
(فَلَمَسُوهُ بِأَيدِيهِم) فقيد اللفظ بقوله: (بأيديهم)؛ لتأكيد المعنى أنه باليد، وليس مجرد استخبار واستعلام.
لوّاحة
قال تعالى: ﴿لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ﴾ [المدثر: ٢٩].
هذه الآية ذكرها الله في وصف جهنم أنها (لوَّاحة)، وهو لفظ مبالغة من (لوَّح)، وله معنيان، والأول أظهر:
١ - من اللفح والتلويح: لأنها تلفح مَنْ يدخلها بشدة لهبها وحرارتها؛ فتغيّر لونه وتحرقه.
٢ - أي: تَلُوح وتظهر لأنظارهم في أرض المحشر لعظمها من مسيرة خمسمائة عام، فهو كقوله تعالى: ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى﴾ [النازعات: ٣٦].
(للبشر) يجوز فيها كذلك معنيان:
١ - البشَر: جمع بشرة، وهو الجلد؛ فهي مسوِّدة للجلد فتجعله أسود محترقًا.
٢ - والبشر: هم الناس بأنفسهم؛ فتجعلهم محترقين بلا موت، نسأل الله السلامة والعافية!
لِواذًا
قال تعالى: ﴿لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].
(لِوَاذًا) يتسللون لِوَاذًا: (اللواذ) هو الاستتار.