[الميزان]
قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ٧ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ﴾ [الرحمن: ٧ - ٨].
(المِيزَانِ) ذكر السعدي معنى (الميزان) في تفسير الآية، فقال ما ملخصه: ليس المراد الميزان المعروف وحده، بل يدخل فيه كلُّ المقادير والمساحات والحقائق التي يفصل بها بين المخلوقات، ويقام بها العدل بينهم. انتهى.
إذن، وضع الله الميزان في الأرض للناس ليزنوا به كل أمورهم؛ حتى لا تميد بهم الحياة وتختل:
- ليزنوا ما في عقولهم من فكر بحسب شرعه.
- وما في قلوبهم من عقائد حسب معتقداته.
- وما تتفوه به ألسنتهم بحسب ضوابطه.
- وأخلاقهم ومبادئهم بحسب آدابه.
ليكونوا ميزان عدل وأمة وسط مع أنفسهم ومع غيرهم، وبين أقوالهم وأفعالهم بين العمل للدنيا والعمل للآخرة؛ فلن تستقر أحوالنا وتتزن أمورنا إلا به، ومن استعمل ميزانًا غير ميزانه ضل وخسر.
[الميسر]
قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: ٩٠].
(المَيسِرُ) من الفعل يَسَر؛ أي: قَسّمَ، فالتياسر: هو التقاسم.
وقد كانوا في الجاهلية يتياسرون -أي: يتقاسمون- على جَمل فيقسمون لحمه ويديرون القداح، فمنهم من يفوز بعدة أقسام منه، ومنهم من يغرم، ومنهم من لا يفوز بشيء.
وهو نوع من القِمَار، والقِمَار مأخوذ من المُغالبة؛ تقول العرب: (قَمَرْتُ الرجلَ) أي: غلبته، ويدخل فيها ما يسمى اليوم: اليانصيب.
وقيل: إن الميسر مأخوذة من اليُسر والسهولة؛ لأنها سهلة المكاسب، وقيل: لأن الفائز فيها يصبح من أهل اليسار والغنى.
(الأَنصَابُ): من رفع الشيء وانتصابه قائمًا، وهي الأوثان التي كانت تُنْصب للعبادة من دون الله.
(الأَزلَامُ): جمع زَلَم، وهي سهامٌ ثلاثة كالأعواد ليس لها رِيشٌ ولا نَصْل، قيل: إنهم يجعلونها عند سَادِن الكعبة، ويكتبون على أحدها: أمرني ربي، والثاني: نهاني ربي، والثالث: لا يكتبون عليه شيء؛ فإذا همّ أحدهم بأمر قال للسادن: أَخْرِج لي زَلَمًا، فيخرج له اختيارًا بالأمر أو النهي؛ فينفذه ويعمل به.