[حرف الدال]
[داخرين]
قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ﴾ [النمل: ٨٧].
(دَاخِرِينَ) تقول العرب: (دَخِرَ الرجل) إذا ذلَّ وصَغُر. و (الشخص الداخر): هو المُهان الذليل الذي ينقاد ويفعل ما يُؤمر به.
فمعنى (داخرين) أي: صاغرين، شاءوا أم أَبَوْا؛ مسلوبي الإرادة ومنقادين رغمًا عنهم لأمر الله.
* ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠].
(دَاخِرِينَ) أي: حقيرين عليهم الذُّل والصَّغار، فيجتمع عليهم العذاب والإهانة جرَّاء استكبارهم عن عبادة الله ﵎.
* ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾ [النحل: ٤٨].
(دَاخِرُونَ) مقهورون خاضعون.
* ﴿قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ﴾ [الصافات: ١٨].
(دَاخِرُونَ) حَقِيرُونَ أذلاء مقهورون تحت قدرة الله ﵎.
[دائمون]
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ [المعارج: ٢٣].
(دَائْمُونَ) الدوام على الصلاة له معنيان:
١ - دوام على أدائها والمواظبة عليها مدى العمر حتى يتوفاه الله.
٢ - دوام على شروطها وأركانها وسننها والطمأنينة فيها، وإقامة وجوههم نحو القبلة؛ فلا يلتفتون يمينًا ولا شمالًا.
وينتج عن ذلك الخشوع؛ كما في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: ٢] فهو حضور القلب والطمأنينة، واستشعار أفعال الصلاة.
قال ابن القيم ﵀: «هُما أمْرانِ: الدَّوامُ عَلَيْها، والمُداوَمَةُ عَلَيْها» مدارج السالكين (١/ ٣٦٥).
فالدوام عليها: أداؤها على وجهها، والمداومة عليها: عدم تركها، اللهم اجعلنا منهم!