تَرْدَى
قال تعالى: ﴿فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى ١٦﴾ [طه: ١٦].
(فتَرْدَى) لها معنيان كلاهما صحيح:
١ - الهلاك: ومنه جاء تسمية الموت ب (الرّدى)، و (المِرداة): نوع من الحجارة التي تستخدم لتفتيت الأشياء.
والمعنى: (فتردَى) أي: فتهلك.
٢ - السقوط: وهو التردّي؛ ومنه سميت الأنعام الساقطة من علو ب (المتردية).
والمعنى: (فتردى) أي: فتسقط في هاوية الضلال، ثم في النار.
* ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ١١﴾ [الليل: ١١].
(ترَدَّى) أي: إذا مات وهلك فلن ينفعه ماله، وإذا هوى في جهنم فلن ينفعه كذلك.
* ﴿قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ٥٦﴾ [الصافات: ٥٦].
(لتُرْدِينِ) أي: كدت أن تهلكني وتسقطني معك في النار.
* ومنها: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ [المائدة: ٣].
(المتردية): التي سقطت من جبل، أو وقعت في بئر فهلكت.
*: ﴿وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾ [الأنعام: ١٣٧]
(ليردوهم): من الردى وهو الهلاك: أي ليهلكوهم. انظر معنى الآية في قسم الجمل آية (الأنعام ١٣٧)
[تستأنسوا]
قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: ٢٧].
(تَسْتَأْنِسُوا) الاستئناس في كلام العرب: هو النظر، والاستعلام، والاستئذان.
والمعنى: حتى تستعلموا وتستأذنوا وتنظروا؛ هل يؤذن لكم، أم لا؟
وسمي استئناسًا: لأنه يُذهِب الوحشة والاستنكار.