(ذَا الْأَيْدِ) الأيد: ليست من اليد، بل من الفعل «آد» ومضارعه «يئيد» وتعني: القوة والقدرة؛ تقول العرب: (فلان ذو أيدٍ) أي: عنده ما يتقوى به.
فمعنى «آد» أي: قوِيَ.
و «بأيد» أي: بقوة.
فداود ﵇ وهبه الله القوة في كل أموره وأمدّه بأسبابها؛ سواء كانت قوة على أعدائه، أو قوة في قلبه على العبادة؛ فكان يصوم يومًا ويفطر يومًا.
وسخر له الجبال تسبح مع تسبيحه، والقوة في ملكه للقيام بشؤونه، وألان له الحديد.
* ومثلها في المعنى قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ﴾ [ص: ٤٥].
(أُولِي الْأَيْدِي) أي: القوة على العبادة.
(والأبْصَار) أي: البصيرة في العلم ومعرفة الحق.
فجمعوا بين العلم الصحيح والعمل الصواب.
* ومثلها: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: ٤٧].
(بِأَيْدٍ) أي: بقوة وقدرة عظيمة؛ فقوة داود والأنبياء ﵈ تليق بهم، وقوة الله جل وعلا تليق به، لكن معنى اللفظ في أصل اللغة واحد.
* ومنه كذلك: ﴿هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: ٦٢].
* ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: ٨٧]؛ أي: قوّاك وشد من أزرك.
* ومنه قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: ٢٥٥].
(وَلَا يَؤودُهُ) أيضًا من الفعل (آد)؛ تقول العرب: (آدني الأمر) أي: أجهدني واشتد وشق عليّ.
فالمعنى: لا يثقل عليه ولا يشق عليه حفظهما.
فائدة:
الفرق بين: الأيد والأود:
(آد) أي: نصر واشتد وقوّى. ومضارعه: (يئيد) أي: يقوّي؛ من الأيد، وهو: القوة.