للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* وفي قوله تعالى: ﴿قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي﴾ [يوسف: ٣٧].

(بِتَأْوِيلِهِ) أي: بحقيقته وماهيته.

والمعنى: أن يوسف علَّمه الله شيئًا من الغيب؛ فيعلم ما يأتيهما من طعام: نوعه، واسمه، وصفاته، وغير ذلك قبل أن يأتي إليهما.

* وكذلك: ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ٣٩].

(تَأْوِيلَهُ) أي: ما علموا حقيقته.

والمعنى: بل لقد سارعوا بالتكذيب بالقرآن من قبل أن يتأملوا ويعلموا حقيقته وصدق ما وعدهم به، ولكنه آت كما أَتى مَنْ قبلهم من المكذبين.

* وفي قوله تعالى: ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩].

(تَأْوِيلًا) من الموئل: وهو العاقبة، أي: ذلك خير لكم وأحسن عاقبة.

* ومثلها: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا﴾ [الإسراء: ٣٥].

(تأويلًا) أحسن عاقبة.

وجاءت بمعنى التفسير في الآيات التالية: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ٧].

(وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ) أي: تفسيره.

(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ) أي: ما يعلم حقيقته إلا الله.

فالمعنى: الذين في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه من القرآن -وهو الذي يحتمل أكثر من وجه في تفسيره- يريدون بذلك إثارة الفتن، وما يعلمه على الحقيقة إلا الله .

* ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّا﴾ [يوسف: ١٠٠].

(تأويل رؤياي) أي: تفسير رؤياي. ويجوز كذلك: وقوع رؤياي على حقيقتها.

<<  <   >  >>