للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام ابن القيم: وقد كرر سبحانه ذكر هذا الدليل في كتابه مراراً لصحة مقدماته، ووضوح دلالته، وقرب تناوله، وبعده عن كل معارضة شبهة، وجعله تبصرة وذكرى، كما قال تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} (ق (٧) {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٨)(٨) (١).

ومن الأحداث التي عرض لها القرآن الكريم عرضاً وافياً:

(مشاهد القيامة): الحساب، والحشر، والعرض، والميزان، وغيرها من الأهوال والأحوال والصفات، ولذا فإن عقيدة المعاد قد حظيت بنصيب وافر من الآيات القرآنية، فلا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم من بضع آيات تتكلم عن عالم الآخرة، حتى إنه قيل: إن عدد الآيات التي أخبرت عن المعاد على نحو التصريح أو التلويح، قد بلغ أكثر من ألف آية (٢).

ومما يستدل به على المعاد، تسمية اليوم الأخر بأسماء تدل على أهميته وتعظيمه، ولذا أكثر القرآن الكريم من عرضها وبيانها.

قال الحسن في قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨)} (المدثر (٨): الناقور: والحسرة والبطشة الكبرى، والتغابن، والتناد، هذا كله يوم القيامة.

وقال قتادة: {الْحَاقَّةُ (١)}، {مَا الْحَاقَّةُ (٢)} [الحاقة:١ - ٢]: حقت لكل عامل عمله، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣)} قال: تعظيماً ليوم القيامة، وقال السدي: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)} [الفاتحة:٤]: هو يوم الدين هو يوم الحساب. وقال سفيان بن عيينة: {يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:٩]: يوم يغبن أهل الجنة أهل النار، {يَوْمَ التَّنَادِ (٣٢)} [غافر:٣٢] يوم ينادي أهل النار أهل الجنة، {يَوْمَ التَّلَاقِ (١٥)} [غافر:١٥]، يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض (٣).


(١) ابن القيم: إعلام الموقعين (١/ ١١٢)، ابن القيم: مدارج السالكين (٣/ ٢٢٤).
(٢) الكعبي: المعاد يوم القيامة، مركز الرسالة، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، ص (٢٦).
(٣) ابن أبي الدنيا: الأهوال (٢٢ وما بعده).

<<  <   >  >>