[سبب اختيار العنوان، وما امتازت به العقيدة الواسطية عن غيرها]
كان البحث المقترح للرسالة، هو منهج الإمام ابن القيم في بيان أحوال اليوم الآخر، وقُدّم بمسمى:" الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع على ضوء كلام الإمام ابن القيم "، ولكن أرتأت اللجنة المشرفة على البحث أن يُعدّل العنوان ليصير:" أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع كما قرره الإمام ابن تيمية في العقيدة الواسطية "، فنزلت عند رغبتهم، وأخذت برأيهم، وسرت على مشورتهم، وشعرت بتمام الارتياح لهذا التعديل؛ لأنه نابع عن اختيار أهل العلم، ومشورة أهل الفضل، الذي لهم السبق، وعليهم آثار الحكمة، قال تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٦٩)} [البقرة: ٢٦٩]، وهذا من باب إسداء الفضل لأهله.
فرأيت في مشورتهم خير معين لي في إتمام بحثي؛ لأن هذه العقيدة الموسومة بالواسطية امتازت على غيرها:
باختصارها ودقتها وشمولها وسلامتها وسلفيتها، وذلك:
أن هذه العقيدة الواسطية من العقائد التي ألفها شيخ الإسلام بناء على سؤال سائل فذكر فيها منهج السلف الصالح في مسائل الاعتقاد، وأصول الاستدلال ومصادر التلقي، مدعمة بدلائل الكتاب والسنة.
وكما أن الشيخ أودع فيها جملة من المسائل المحكمة البينة الواضحة:
فذكر مسألة الصفات الحسنى، وبيّن منهج السلف فيها القائم على الأخذ عن الله ورسوله، وأنهم يؤمنون بما وصف الله تعالى به نفسه الكريمة، أو وصفه به رسوله j من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل وأقام الدلائل والشواهد على ذلك.