وأفاض ـ رحمه الله تعالى ـ بذكر أدلة الصفات من نصوص الوحيين، وعقد فصلا خاصا في سنة الرسول j لبيان قبول السلف الصالح من أهل السنة والجماعة للأحاديث الواردة الثابتة في الصفات دون التفريق بين ما ثبت عن طريق التواتر، أو عن طريق الآحاد، فإنه متى ثبتت النصوص الواردة عن رسول الله j بنقل العدل الضابط، وجب الإيمان بها والعمل بمقتضاها، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" فالسنة تفسر القرآن وتبينه، وتدل عليه وتعبر عنه، وما وصف الرسول به ربه ـ عز وجل ـ من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول وجب الإيمان بها كذلك"(١)
ثم عرّج الشيخ إلى بيان وسطية أهل السنة والجماعة في مسائل الدين والشريعة فهم وسط:
- في باب الصفات بين أهل التعطيل والجهمية، وأهل التمثيل المشبهة.
- ووسط في باب أفعال الله تعالى بين القدرية والجبرية.
- ووسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم.
- ووسط في باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية.
- ووسط في أصحاب رسول الله بين الروافض والخوارج.
وذكر الشيخ في رسالته بعض المسائل الكبار، التي جرى فيها النزاع بين السلف وبين من حاد عن منهجهم، وتنكب طريقهم، كمسألة العلو وكلام الله عز وجل، ورؤية الباري جل وعلا في الآخرة، ونحو ذلك.
ثم أشار الشيخ إلى المسائل المتعلقة باليوم الآخر مما يكون بعد الموت إلى دخول الجنة والنار، وذكر قضايا القدر، والإيمان، والواجب تجاه الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، ثم ختم رسالته بالحديث عن الأصول التي توزن بها أعمال الناس وأقوالهم الظاهرة والباطنة مما له تعلق بالدين، وبيّن المنهج السلفي العملي الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم، وهي تشمل جملة من شعب وخصال الإيمان.
وقد نهج شيخ الإسلام في رسالته هذه منهجًا بارعًا، أشار إلى جملة من هذا المنهج، في حكايته للمناظرات التي جرت له بسبب هذه العقيدة المباركة وقد أظهرت هذه المباحثات جوانب من الإمامة والديانة لهذا الإمام العلم.