للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما قرره الإمام ابن تيمية في الكلام السابق وحكى عليه الإجماع، هو الأمر المستقر عند علماء الأمة، فقيام الناس من قبورهم للحساب والعقاب حق دلت عليه جميع الدلائل العلمية من نصوص الكتاب والسنة والإجماع والقياس.

وقد اشتملت العبارات السابقة في تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة على جملة من كبريات المسائل العلمية الاعتقادية من البعث وأهوال القيامة، وهذه المسائل منتظمة في المطالب التالية:

المطلب الأول: قيام القيامة الكبرى:

القيامة الكبرى حق لا شك فيه، ويوم لا ريب فيه، أجمعت على وقوعه الأمة، ودلت عليه دلائل الكتاب والسنة، وفي هذا المطلب مسألتان:

[المسألة الأولى: حكاية الإجماع على القيامة الكبرى]

تواترت كلمة العلماء، واشتهرت، واستفاضت في الحديث عن يوم القيامة وأنه حق، وأن الناس لهم موعد حق لن يُخلفوه، سيقف الجميع في موقف رهيب ويوم عصيب: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)} [المطففين:٦].

فذكر الإمام أبو الحسن الأشعري في رسالته إلى أهل الثغر، الأصول التي أجمع عليها السلف، وذكر منها اليوم الآخر وما فيه من الأهوال فقال: "وعلى أنه ينفخ في الصور قبل يوم القيامة، ويصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، وعلى أن الله تعالى يعيدهم كما بدأهم حفاة عراة غرلاً" (١).

وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في عقيدته كما حكاها عنه السبكي:" ويشهد أن القيامة حق " (٢).

ويقول الإمام ابن حزم:" اتفق جميع أهل القبلة على تنابذ فرقهم، على القول بالبعث في القيامة " (٣).


(١) الأشعري: رسالة إلى أهل الثغر، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبويةص (١٦٠).
(٢) السبكي: طبقات الشافعية الكبرى، دار هجر للطباعة، ط ٢ - ١٤١٣ هـ (٤/ ٢٨٩).
(٣) ابن حزم: الفِصل في الملل والأهواء والأهواء، مكتبة الخانجي - القاهرة، (٤/ ٦٦).

<<  <   >  >>