للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع لحساب يوم القيامة]

يقول الإمام ابن تيمية في الواسطية:" ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه، كما وصف ذلك في الكتاب والسنة، وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته، فإنه لا حسنات لهم ولكن تعد أعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويجزون بها" (١).

حساب الله جل وعلا للخلائق يوم القيامة أمر متفق عليه، شهدت به وعليه نصوص الكتاب والسنة، وما ذكره الإمام ابن تيمية من حكاية الإجماع، على وقوع الحساب يوم الدين، أمر أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها، واستفاضت أقوالهم في بيان ذلك، والكلام عن الحساب ينتظم المسائل التالية:

[المسألة الأولى: حكاية إجماع العلماء وأقوالهم في إثبات الحساب يوم القيامة]

ذكر الإمام ابن تيمية أن الحساب يوم القيامة من الأصول المتفق عليها من أهل السنة والجماعة فقال:" وما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمر الجنة والنار والبعث والحساب، فإن هذه الأصول كلها متفق عليها بين أهل السنة والجماعة" (٢).

وممن نقل إجماع العلماء في هذه المسألة:

الإمام أبي الحسن الأشعري في قوله: "وأجمعوا على أن الخلق يؤتون يوم القيامة بصحائف أعمالهم، فمن أوتي كتابه بيمينه حوسب حساباً يسيراً ... ومن أوتي كتابه بشماله فأولئك يصلون سعيراً " (٣).

وقال في الإبانة: "ونؤمن بعذاب القبر، وأن الله يوقف العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين" (٤).

وقال الإمام المزني:" وبعد البلى منشورون يوم القيامة إلى ربهم محشورون ولدى العرض عليه محاسبون" (٥).


(١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - (٣/ ١٤٦)
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - (١١/ ٤٨٦)
(٣) الأشعري: رسالة إلى أهل الثغر، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ص (١٦٢)
(٤) الأشعري: الإبانة عن أصول الديانة، دار الأنصار - القاهرة، ط ١ ١٣٩٧ هـ، ص (٢٧)
(٥) المزني: شرح السنة، مكتبة الغرباء - السعودية، ط ١ ١٤١٥ هـ، ص (٨١)

<<  <   >  >>