فعقيدة النصارى التي لم تتبدل، كانت تؤمن باليوم الآخر، ويبعث الأجساد ورد في قاموس الكتاب المقدس: تتضمن القيامة بحسب تعليم الكتاب المقدس قيامة الأجساد، وتغيير هذه الأجساد، وبقاؤها إلى الأبد، ثم قال: ولقد علم المسيح بوضوح بأن الموتى سيقومون (١).
وهذه النصوص والإشارات وغيرها، وإن كانت لا تفصل تفصيلاً دقيقاً كما في نصوص المسلمين المستفيضة في أخبار البعث والمعاد والدار الآخرة، إلا أنها أقرب في التصور إلى الإسلام من اليهود، الذين اعترفوا بخلو أسفارهم من الكلام حول البعث والمعاد، ولذا كان المعاد في التصور المسيحي أظهر مما هو عليه في التصور اليهودي.
[المطلب الثاني المعاد في العهد الجديد]
اصطلح القوم على تقسيم الكتاب المقدس عند المسيحيين إلى قسمين:
١ - العهد القديم.
٢ - العهد الجديد.
فالعهد القديم: وهو مجموع الأسفار والكتب التي يعظمها اليهود والمسيحيون، مما كتب بعد موسى عليه السلام، وهو مدار إيمان اليهود ويؤمن به المسيحيون كتمهيد للجديد.
وينقسم العهد القديم إلى ثلاثة أسفار رئيسة:
أ. الأسفار التاريخية، وتحوي سبعة عشر سفراً، أهمها خمسة وهي: سفر التكوين، وسفر الخروج , وسفر اللاويون، وسفر العدد، وسفر التثنية. وكانت تسمى بأسفار موسى الخمسة، لاعتقاد الأقدمين من أهل الكتاب أن موسى هو كاتبها.
ب. الأسفار الشعرية، وتحوي خمسة أسفار.
ج. أسفار الأنبياء، وتحوي سبعة عشر سفراً.
وجرى خلاف بين طوائف اليهود في الأسفار من حيث القبول والرد فالسامريون لا يعترفون بشيء من كتب العهد القديم إلا بما يعرف بأسفار موسى الخمسة، وما عدا هذه الخمسة يُدنس الأيدي عندهم.
والعهد الجديد: يطلق على مجموع الأسفار التي يقدسها المسيحيون فقط وهو ما كان من الكتاب بعد ميلاد المسيح، ولا يؤمن اليهود بشيء منه.
وهذا الاسم مقابل ما يسمى بالعهد القديم.
ويتكون العهد الجديد من الأناجيل الأربعة:
(١) الخلف: دراسات في الأديان ص (٣٣٤)، عبد القادر صوفي: أثر الملل والنحل القديمة، مقال منشور في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، العدد ١٢٥، ١٤٢٤ هـ، ص (٦٦).