للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١ - حفظ الأخلاق]

كم تئن المجتمعات الغربية والشرقية، من ضياع الأخلاق، واندراس الآداب، حتى تنادى عقلاؤها إلى وجوب حفظ الأخلاق، والحد من انتشار الرذيلة والفساد، والذي أدى بدوره إلى تدهور هذه المجتمعات ... وانحطاطها أخلاقياً، وسلوكياً.

فالمرأة تعتبر مثالاً حياً، وأنموذجاً مشاهداً، على الواقع المزري في تلك المجتمعات، التي أصبحت تداس فيه كرامتها، وتمتهن فيه عفتها، واستغلت بأرخص الأثمان؛ لتكون من أرخص السلع.

وحين شعرت المرأة الغربية بهذا الواقع المهين، الذي يجعل من جسد المرأة سلعة تباع وتشترى، وشعرت بتلك المؤامرة التي ظهرت آثارها، بتسارع المنتجين والمخرجين في التفنن لإخراج جسد المرأة بكل الصور والألوان حينها ارتفعت بعض الأصوات الغيورة، التي تنادي بإرجاع المرأة إلى حيائها وعفافها، وسترها.

هذه صورة مختصرة مختزلة، عن ذلك الواقع المرير، الذي تعيشه تلك المجتمعات، التي تحررت من كل قيود الشرف والأخلاق.

أما المجتمعات التي تنادى فيها الغيورون، واجتمع فيها المخلصون فكشفوا خطط التآمر على الأخلاق، وغرسوا في نفوس الناس مخافة الرب الخلاق، فتشربتها الأجيال تلو الأجيال، فهي مجتمعات تنعم برفاهية الأخلاق، وانتشار الفضائل والآداب، حيث تقل فيها السلوكيات الخاطئة، والأعمال المشينة.

فالإيمان باليوم الآخر، حارس وحافظ للأخلاق من الضياع.

[٢ - ينمي في الأفراد حب البذل والعطاء]

البذل من البر، والبر من الإيمان، (والإيمان في الجنة) (١)، سئل الحسن عن البر فقال: البذل واللطف (٢).

والبذل مع العطاء من المروءة، والمروءة تورث مقام القرب من الله تعالى (٣).

والبذل من أعظم ما يتوصل به إلى الناس، ويستجلب به محبتهم (٤).

إن من أعظم ما يحفز للبذل والعطاء، هو الرغبة فيما عند الله جل وعلا ومعلوم أن الجود والكرم، كانا من خصال العرب في الجاهلية، إلا أن دافع هذا الجود، هو ما جبلت عليه بعض النفوس من السماحة حيناً، وحب الرياسة حيناً آخر.


(١) أخرجه الترمذي في جامعه، أبواب البر والصلة، باب ما جاء في الحياء ح (٢٠٠٩).
(٢) أحمد بن حنبل: الزهد، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ١ ١٤٢٠ هـ، ص (٢١٣).
(٣) ابن طرزبان: المروءة، دار ابن حزم - بيروت، ط ١ ١٤٢٠ هـ، ص (١١٢).
(٤) ابن حيان: روضة العقلاء، دار الكتب العلمية - بيروت: ص (٦٩).

<<  <   >  >>