للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الإمام الغزالي عن سؤال الملكين في القبر: "وقد وردت به الأخبار فيجب التصديق به؛ لأنه ممكن، إذ ليس يستدعى إلا إعادة الحياة إلى جزء من الأجزاء الذي به فهم الخطاب، وذلك ممكن في نفسه، ولا يدفع ذلك: ما يشاهد من سكون أجزاء الميت، وعدم سماعنا للسؤال له، فإن النائم ساكن بظاهره، ويدرك بباطنه من الآلام واللذات ما يحس بتأثيره عند التنبيه " (١)، وقال العلامة الشهرستاني:" وما ورد به السمع من الأخبار من الأمور الغائبة، فيجب إجراؤها على ظاهرها، والإيمان بها كما جاءت، إذ لا استحالة في إثباتها، وما ورد من الأخبار عن الأمور المستقبلة في الآخرة مثل: سؤال القبر والثواب والعقاب فيه حق يجب الاعتراف بها، وإجراؤها على ظاهرها، إذ لا استحالة في وجودها " (٢). وهذا هو مذهب أهل الحق من الإسلاميين، كما نص عليه العلماء (٣).

[المسألة الرابعة بعض المسائل المتعلقة بفتنة القبر]

ذكر العلماء في هذا الباب جملة من المسائل، بعضها يفتقر إلى شاهد يعضده وأثر يوضحه، وبعضها جرى فيها نزاع بين أهل القبلة.

ولما كانت فتنة القبر من الأمور الغيبية التي خفيت عن جملة البشر، كان لا بد حين الكلام في أخبارها وأحداثها من أدلة صحيحة، يمكن الاعتماد عليها في إثبات بعض أحكام الآخرة.

ومن المسائل التي ذكرها العلماء في هذا الشأن:

١ - هل فتنة القبر خاصة بهذه الأمة؟

اختلف العلماء على قولين مشهورين:


(١) الغزالي: قواعد العقائد: ص (٢٢١)، المتولي: الغنية في أصول الدين، المعهد الفرنسى للآثار الشرقيه ١٩٨٦ - القاهرة: ص (٥٦)
(٢) الشهرستاني: الملل والنحل، مؤسسة الحلبي، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (١/ ١٠٢)
(٣) الإيجي: المواقف، دار الجيل - بيروت، ط ١ ١٤١٧ هـ (٣/ ٥١٦)، الآمدي: غاية المرام: (١/ ٢٩٢) التفتازاني: شرح المقاصد: (٢/ ٢٢٠)

<<  <   >  >>