للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة الثانية تواتر النصوص الشرعية في إثبات عذاب القبر]

تكاثرت النصوص واستفاضت في الحديث عن عذاب القبر ونعيمه، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، ولذا يقول الإمام ابن عبد البر: "والآثار في ... عذاب القبر لا يحوط بها كتاب" (١).

وقد روى أحاديث عذاب القبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جملة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرواه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " علي بن أبي طالب، وأبو أيوب، وزيد بن ثابت، وأنس بن مالك، وأبو هريرة، وأبو بكرة، وأبو رافع، وعثمان بن أبي العاص، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وعائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأختها أسماء، وغيرهم" (٢)، رضي الله عنهم وأرضاهم.

وقد نص على تواتر أحاديث عذاب القبر واستفاضتها وشهرتها جماعة من أهل العلم، يقول الإمام ابن تيمية:" فأما أحاديث عذاب القبر فكثيرة متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (٣).

ويقول الإمام أبو الحسن الأشعري: "وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، من وجوه كثيرة، وروي عن أصحابه، رضي الله عنهم أجمعين، وما روي عن أحد منهم أنه أنكره ونفاه وجحده، فوجب أن يكون إجماعاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - " (٤).

ويقول الإيجي: "والأحاديث الدالة عليه أكثر من أن تحصى، بحيث تواتر القدر المشترك" (٥).

وقال حنبل: "قلت لأبي عبد الله في عذاب القبر، فقال: هذه أحاديث صحاح، نؤمن بها. ونقر بها، كلما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، إسناد جيد، أقررنا به " (٦).


(١) ابن عبد البر: التمهيد، وزارة عموم الأوقاف – المغرب، ١٣٨٧ هـ (٢٢/ ٢٥١).
(٢) عبد الغني المقدسي: الاقتصاد في الاعتقاد: ص (١٧٢).
(٣) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (٤/ ٢٨٥)، ابن تيمية: الجواب الصحيح: ص (٦/ ٣٧٢)
(٤) الأشعري: الإبانة، دار الأنصار – القاهرة، ط ١ ١٣٩٧ هـ، ص (٢٤٧).
(٥) الإيجي: المواقف، دار الجيل – بيروت، ط ١ ١٤١٧ هـ (٣/ ٥١٧)
(٦) ابن القيم: الروح، دار الحديث – القاهرة، ١٤٢٤ هـ، ص (٥٧).

<<  <   >  >>