للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هنا قال الإمام ابن تيمية: " وأما المعتزلة والفلاسفة والكرامية وغيرهم، وكثير من أهل الحديث والفقه من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم، وكثير من الصوفية، وسلف الأمة وأئمتها: فيجعلون المعاد أيضا من العقليات، ويثبتونه بالعقل " (١).

* * *

المسألة الثالثة: ظنُّ المتكلمين أن القول بالبعث والمعاد لا يعرف إلا بإثبات نظرية الجوهر الفرد:

بيان هذه المسألة في النقاط التالية:

١ - معنى هذه النظرية:

إن البحث في نظرية الجوهر الفرد عند المتكلمين، تعتبر من دقيق الكلام الذي يبحث عن هذا العالم في مادته، وصفاته، وتحولاته، وتفاعلاته، وحركاته وسكناته، والمكان والزمان، والوجود والعدم، والصفات الطبيعية والظاهرية، ونحو ذلك، فخرجوا برؤية شاملة قامت على جملة مبادئ وأسس عقلية واصطلحوا على تسمية هذه المباحث التي تُعنى بالأمور الطبيعية بدقيق الكلام. في حين اصطلحوا على تسمية المباحث المتعلقة بالإلهيات وما يتبعه من مسائل القدر والمعاد، بجليل الكلام.

ومن المبادئ الأساسية عند المتكلمين في مباحث دقيق الكلام، مبدأ التجزئة والانفصال، وهو ما يعرف بالجواهر الفردة، والتي تقوم على تصور أن الأشياء يمكن أن تتجزأ أجزاء حتى تصير إلى جزء لا يتجزأ، وهو الوحدة الأساسية لبناء ذلك الشيء. (٢)


(١) ابن تيمية: شرح الأصفهانية، المكتبة العصرية - بيروت، ط ١ - ١٤٢٥ هـ، ص (٨).
(٢) انظر: محمد باسل الطائي: مذهب الذرية عند المتكلمين المسلمين، مقال من قسم الفيزياء، من جامعة اليرموك، اربد - الأردن، ص (٣)، ونقد ابن رشد لمذهب الذرية عند المتكلمين، مقال من قسم الفيزياء من جامعة اليرموك، اربد - الأردن، ص (٤ - ٥)

<<  <   >  >>