للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه أخطاء يجب على المسلم أن يتفاداها قبل موته، وإلا باء بالحرمان ... وهذا الشعور بحد ذاته، دافع للمرء بأن يسعى بجد، نحو ما ينفعه في الآخرة؛ كي يتنعم به.

وخلاصة المطلب:

إن الإيمان باليوم الآخر، يصنع جيلاً فريداً، ومجتمعاً صالحاً مستقيماً، وأمة مجيدة.

وإن الإيمان باليوم الآخر، يرسم للمجتمعات خُطى صحيحة، ومسارات مستقيمة، نحو الأمل، والوصول إلى الغاية.

وإن الإيمان باليوم الآخر، يربي جيلاً لا يقبل المساومات على الحق، ولا أنصاف الحلول، بل يدافع عن قضيته وينافح عنها، ويقاوم الظلم والباطل والجبروت، بكل ما أوتي من قوة.

وإن الإيمان باليوم الآخر، يبعث على سكينة النفس واطمئنانها، لكمال عدل الله وحكمته، الداعي إلى نشر روح المحبة بين أفراد المجتمع، ونبذ كل ألوان الحسد والحقد والاعتراض، على حكمة الله وشرعه.

إذن:

فالإيمان باليوم الآخر، يخلق أناسا، يحملون بين جوانحهم ضمائر حية تراقب الله تعالى وتخافه، فتأخذ مالها، وتؤدي ما عليها.

[المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على المجتمعات من الناحية السلوكية والأخلاقية]

الإيمان باليوم الآخر، يقين في نفس المؤمن لا يتزعزع، يفيض على نفسه قوة يحطم بها كل القيود، ويتخلص به من كل تعقيدات الحياة.

إن الإيمان باليوم الآخر، صمام أمان للمجتمعات من أن تغرق في أرجاس المعاصي، أو تتهاوى في كهف الحزبيات والعنصريات.

وإن الإيمان باليوم الآخر، له أثره الفعال في تقويم السلوك، ومعاجلة الانحرافات، والتي بدورها تسهم في تنظيم العلاقات البشرية، وتسيير الحياة الإنسانية، بأبهى صورة، وأجمل حُلّة.

وللإيمان باليوم الآخر أثر على المجتمعات، من الناحية السلوكية والأخلاقية، نجملها في النقاط التالية:

<<  <   >  >>