للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هنا تجد أن مظاهر هذا الكون بأجمعه، تدل على أمر المعاد، وتشهد بوقوع يوم التناد، " وهذا شأن آيات الرب تعالى، فإنها أدلة معينة على مطلوب معين، مستلزمة للعلم به، فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ} [الأعراف:٧٤] وهذه الآيات التي فصلها، هي التي بينها في كتابه من أنواع مخلوقاته، وهي آيات أفقية وحسية، آيات في نفوسهم، وذواتهم، وخلقهم وآيات في الأقطار والنواحي، مما يحدثه الرب تبارك وتعالى، مما يدل على وجوده، ووحدانيته، وصدق رسله، وعلى المعاد والقيامة " (١).

[المطلب الأول أدلة القرآن الكريم على إثبات اليوم الآخر، (الأدلة النقلية)]

" إن كل عاقل إذا أمعن النظر في الآيات القرآنية الكريمة، يجدها قد سلكت في إثبات الآخرة، والنشر، والحشر، والحساب، وجميع ما هنالك، أحسن الطرق التي تنير العقول، وتبصرها منهاج الوصول إلى اعتقاد ذلك والإذعان إليه " (٢).

إن القرآن الكريم أشار تصريحا وتلميحا، إلى ما لا يُعد ولا يُحصى من الشواهد، والدلائل، والأمارات، الواردة في القيامة والمعاد، ويذكرنا القرآن الكريم في توجيهاته ووصاياه، بأن خالقنا سبحانه وتعالى سينقلنا من هذا المشهد المؤقت الذي نعايشه، إلى المشهد الدائم في الحياة الآخرة، وأنه جل شأنه سيبدل هذه المملكة السيارة، القابلة للفناء، إلى تلك المملكة السرمدية المخلوقة للبقاء (٣).

وقد أبرزت النصوص القرآنية الشواهد الدالة على اليوم الآخر، ومنحت المفاتح العقلية الرشيدة للوصول إليه، وقررت أدلة المعاد أحسن تقرير وأبينه، وأبلغه، وأوصله إلى العقول والفِطر (٤).

ومن الطرق التي سلكها القرآن المجيد ففي إثبات المعاد واليوم الآخر ما يلي:

١) الإخبار عنه:


(١) ابن القيم: الروح، دار الحديث - القاهرة، ١٤٢٤ هـ، ص (١٦٨).
(٢) عبدالله سراج الدين: الإيمان بعوالم الآخرة ومواقفها: ص (٤).
(٣) سعيد حوى: الإسلام، دار السلام للطباعة - ط ٣ - ١٤١٧ هـ، ص (٧٠١).
(٤) ابن القيم: زاد المعاد، مؤسسة الرسالة -بيوت، ط ٢٧ - ١٤١٥ هـ (٣/ ٥٩٥).

<<  <   >  >>