للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبه يقوم العدل مقام الظلم، والإحسان مقام الإجرام، والرحمة مقام القسوة، والإنصاف مقام الإجحاف، والأمانة مقام الخيانة، والإنفاق مقام الإقتار، والبر مقام الضر، والتعاون مقام التواكل، والتناصر مقام التناحر والتواضع مقام الكبر، والجود مقام البخل، وحسن الظن مقام سوء الظن وحسن الأخلاق مقام سوء الأخلاق، والحلم مقام الغضب، والحياء مقام انعدامه، والصبر مقام التسخط، والرضا مقام الجزع، والرفق مقام الشدة والعفة مقام الرذيلة، والعزة مقام الخنوع والضعف، والعفو مقام الانتقام والقناعة مقام الطمع، والمحبة مقام البغض، والستر مقام الفضيحة، وصفاء القلب مقام الغل والحقد والحسد، والرجولة مقام الخنوثة، والصدق مقام الكذب. إن الثراء المعرفي يمتد في إيجابياته إلى ما لا نهاية؛ لأنه قائم على بناء الأخلاق، وتشييد الآداب، ولذا فأفراده لا تنحصر، والعاقبة في الآخرة لمن صبر وظفر

[المطلب الثاني أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد من الناحية التعبدية]

استشعار اليوم الآخر، له أثر كبير في حياة الفرد، ومن آثاره الإيجابية من الناحية التعبدية ما يلي:

[١ - الإخلاص لله تعالى]

فمن علم أنه موقوف بين يدي الله تعالى، ومسؤول ومحاسب، هانت عليه الدنيا، وما عليها، وما فيها، وكان هذا داعياً للإخلاص؛ لأن المرء إنما يرائي لدنيا يحصلها، أو سمعة يؤمل فيها، وكلها لا تغني من الله تعالى شيئاً.

فأثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد في إخلاصه، يظهر في تعبده وتعامله، فلا يرائي أحداً في عبادة؛ لأنه يعلم أن الله قد أمر بالإخلاص فيها فقال: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (٥)} [البينة:٥].

<<  <   >  >>