للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام الطحاوي:" والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثاً لأمته حق" (١). وقال الحافظ عبد الغني المقدسي: "ثم الإيمان بأن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حوضاً ترده أمته كما صح عنه" (٢).

وقال الإمام ابن قدامة:" ولنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - حوض في القيامة" (٣).

والعجب ممن أنكر الحوض، مع تواتر النصوص الشرعية في إثباته واستفاضة كلام الأئمة في حقيقته. وبيان مقالة المخالفين في المسألة التالية:

[المسألة الثانية: المخالفون في الحوض]

جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو يقول: (إنه سيخرج قوم من بعدكم يكذبون بعذاب القبر ويكذبون بالرحمن، ويكذبون بالدجال، ويكذبون بالحوض، ويكذبون بقوم يخرجون من النار) (٤).

وقد تعجب أنس بن مالك رضي الله عنه، فيمن يشكك في الحوض، فيقول أنس: دخلت على ابن زياد وهم يتذاكرون الحوض، فلما رأوني طلعت عليهم قالوا: قد جاءكم أنس فقالوا: يا أنس ما تقول في الحوض؟ فقلت: والله ما شعرت أن أعيش حتى أرى أمثالكم تشكون في الحوض، لقد تركت عجائز المدينة، ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت ربها عز وجل، أن يوردها حوض محمد - صلى الله عليه وسلم -.

قال محمد بن الحسين:" ألا ترون إلى أنس بن مالك رحمه الله، يتعجب ممن يشك في الحوض، إذ كان عنده أن الحوض مما يؤمن به الخاصة والعامة ... حتى إن العجائز يسألن الله عز وجل، أن يسقيهن من حوضه - صلى الله عليه وسلم -" (٥).


(١) الطحاوي: متن الطحاوية، المكتب الإسلامي - بيروت، ط ٢ - ١٤١٤ هـ، ص (٤٥).
(٢) عبد الغني المقدسي: الاقتصاد في الاعتقاد، مكتبة العلوم والحكم - المدينة: ص (١٦٨).
(٣) ابن قدامة: لمعة الاعتقاد، وزارة الأوقاف السعودية، ط ٢ - ١٤٢٠ هـ، ص (٣٢).
(٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف، باب فتنة عذاب القبر ح (٦٧٥١).
(٥) الآجري: الشريعة، دار الوطن - الرياض، ط ٢ - ١٤٢٠ هـ (٣/ ١٢٦٧).

<<  <   >  >>